الشاعرة وفاء العمراني


هيأت لك








(الشاعرة : وفاء العمراني )
الغريب الضارب في أغوار ندري
لمزاميره الطالعة من ضراوة الخفق
لأرضه المجلوة بفتنة القتل
لجرحه لأعراسه
للغة أشيائه
لياسمينة أودعتها عزلة غاباته
ذات قصيدة
لملح شهواته في دمي
لحلمي النبيذي القديم
لليلتنا التي لم تكن
حفي نبضي
ليأتيني الحبيب
همست غفوة قزحية عند فجرها
لساحي
ساهيء آتي و امسي
رؤاي مداري وسحري
وحدتي الشامخة
أنفاسي عطر البراري
زينتي و اشتهائي
احتفاء القول حناياي
عصفي و انسيابي
لياتيني الحصاد
ساهيء له قمحي
آهل ويانع كالحضور غيابه
طافح به الوقت الحواس السريرة
ركوة القهوة
شرفتي المكتب وردتها
الوسادة الموحشة المرآة الثوب
زعتر بلاده و سماء القلب المشروخة
كأني همسته
مثل ظلي رويدا أفيء إليه
كالضوء كالفجاءة كالصوت
ينشر علي ضوعه
لياتيني الأتي
ساهيء ارضي له
مشوبا ببعضي
ينبث كاليمام فوق فراش نهاري
البحر سجاياه
و خفاياي عهده
كن التيه وتخطفني
كن الموج وجددني
كن الشكل و نمنمني
كن الخضرة واو رقني
كن الماء
ليأتني البهي
ساهيء له كلي
باب يشرعه علينا الصهيل
ظمأ الحقول في شفتيه اشتعالي
كلماته سرير لحنيني
أنا ملؤه و ملئي لظاه
أواكب جنحيه
واحادر أن أهب عليه
منذ بدء البنفسج
تعرفته الخلايا
جربته
أيقنته
أدمنته
أدمنت أوائله
يبغي جذعي فروعه
ويشتهي الليل غمره
لو يأتيني القصي
هيأة العمر له ...

بقَايَايَ الَّتي أَتْعَبَتْنِي

وفاء العمراني

بَقايَايَ الَّتي أتْعَبَتْني
أَحْمِلُها صَخْرَةً
أنُوءُ بهَا تَحْتَ شَرْنقَاتِ
العُمْرِ
أُمَوِّهُهَا
وَأَرْتِقُ خُيُوطَ عُزْلَتِهَا
تَكبُرُ نَاضِحَةً في مَرايَا
الأيَّامِ
تَرْعَي فَرَحَ الأشْيَاءِ الَّتي
غَادَرَتْني سَريعاً
وَلَمْ أُغَادِرْهَا
آخَانِيَ الرَّحيلُ
وَنَشَبَ حِكْمَتَهُ
في أنْفَاسِي
أَظَلُّ أصْعَدُ فَجْرَ كَلِمَاتي
أَسْتَنْبِتُ عُشْبَ نَايَاتِهَا
تَخْرُجُ خُطُوَاتي مِنْ ضَوْءِ
شَكِّهَا
وَتهْدرُ في غَوْريَ الدٌُّرُوبُ???
بالـمَوْجِ أعْجِنُ خُبزَ طَرِيقي
بَيَاضٌ فِي الوَقْتِ
بَيَاضٌ في السَّريرَةِ
بَيَاضٌ فِي الأبْجَدِيَّةِ
صُودِرَتِ الأَلْوَانُ عنْ
صَوْتي البَاقِي
لاَ مَكانٌ
لي رحَابَةُ البَشَريَّةِ
وَلوْنُ البَهاءِ
ومَا لا يُطالُ منْ جَدَائِلِ
السَّمَاءِ
بَقايايَ الَّتي أَتْعَبتْني
تَرْحَلُ بي إلَي ذِرْوَةٍ
في اللاَّزَمَنِ
تَقْدَحُ وَرْدَ الأحْزَانِ
وتُنْعِمُ عَلي القَلْبِ
بِنَيَاشينَ منْ أَهْوَالِ
الوَفَاءِ
أَنْتَسِبُ إلَيْهَا
وَأُخْرِجُ مِنْ ضِلْعِيَ
الـمَكْسُورِ
غَيْمَةً تُرَوِّي كُلَّ هَذَا
الهَبَاء
مَا شَكْوَاكِ يا ريحَ الأعْمَاقِ
الآهِلَةَ بالأَعَالي؟!
لكِ غبطةُ الكَلامِ
وَلِي أنْ أسْلِمَكِ ظَمَأي
وَأَقْرَأَ في وَادِي الحَوَاسِّ
مَعَانِيَ الصَّحْرَاء
ضَوْؤُكِ، بقايَاي،
حَضَّانَةٌ لِنُبُوَّةٍ مَنْذُورَةٍ
جَعلَتْني أجْمَلَ منَ الـمَوْتِ
وَأشْهَي منْ رَحيقِ
الَحيَاة
تَحِيَّةً لِخُضْرَةِ الجِرَاحِ
عَلَي الجَبينِ
أُوقِظُ رُوَاءَ الرُّوحِ
وَأعْزِفُ، اليَوْمَ،
عَنْدَلَةَ الصَّبَاح
بَقَايَايَ الَّتِي أَتْعَبَتْنِي وَأَنَا
نَتَوَغَّلُ سَوِيًّا إلَي أَعْلَى
وَأَنْأَى مِنِ اجْتِرَارِ هَذَا الظَّلاَم
بِانْتِظَارِ أَرْضٍ للْقَرَارِ
وَقَلِيلٍ مِنْ فَرَحِ السَّمَاء


بدأت وفاء العمراني بالنشر سنة 1980 بظهور نصها الشعري "موج التناقض العذب" بمجلة مواقف اللبنانية. حصلت على الإجازة في الأدب العربي سنة 1982 من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، ثم أكملت دراستها في نفس الكلية لتحصل على شهادة استكمال الدروس في الأدب الحديث سنة 1984، لتنضم إلى اتحاد كتاب المغرب في نفس السنة. واشتغلت أستاذة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية منذ سبتمبر 1985. حازت على جائزة المغرب للكتاب في الإبداع الأدبي صنف الشعر سنة 2002. وعمِلت مستشارة ثقافية لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون من أكتوبر 2003 إلى أكتوبر 2007 ثم انتقلت لتشتغل مستشارة ثقافية بسفارة المملكة المغربية بدمشق منذ أكتوبر 2007. 
الدواوين الشعرية
الأنخاب: شعر، اتحاد كتاب المغرب، الرباط، 1991.
أنين الأعالي: نصوص، دار الآداب، بيـروت، 1992.
فتنة الأقاصي، منشورات الرابطة، الدار البيضاء، 1996.
هيأت لك، أفريقيا الشرق، الدار البيضاء2002

Commentaires

Les plus consultes

ايسوزو : الحصان و الحمار